سيطر على هذين العضوين وسوف تسيطر على حياتك

إذا كنت ممن يمارس رياضة الفروسية أو قد سبق لك وان امتطيت جوادا من قبل فلابد وأنك قد لاحظت اختلاف نوع القطعة التي يتم عن طريقها التحكم بالفرس ، هذه القطعة تسمى اللجام ، اللجام ينقسم إلى نوعين : لجام بارد ولجام حار ، اللجام البارد هو مجرد أربطة تحيط بفم الفرس او لنقل برأس الفرس من الخارج وعند إرادتك توجيه الفرس باتجاه معين فإنك تقوم بجذبه ناحية اليمين أو ناحية الشمال ، والفرس لها الخيار إما أن تمتثل لأوامرك أو لا تمتثل فبالتالي تصبح في حالة من المعافرة معها لجعلها تستجيب لأوامرك ، وعلى النقيض من ذلك فاللجام الحار هو لجام مصنوع بحيث يحتوي على قطعة معدنية توضع في فم الفرس وفي حالة الرغبة في توجيه الفرس في اتجاه معين فإنك تقوم بجذب اللجام وتقوم هذه القطعة المعدنية بإيلام الفرس وبالتالي تجبر الفرس على الامتثال لأوامرك .

فكرة اللجام (الحار ) بالنسبة للإنسان يمكن تطبيقها بلجم عضوين في جسدك – انت محتاج للجم هذين العضوين بشدة – ألا وهما الفم والفرج وهذه الفكرة استقيها من الحديث النبوي الشريف الذي يقول فيه الرسول صلى الله عليه وسلم : من يضمن لي ما بين لحييه و ما بين رجليه أضمن له الجنة ، او كما قال صلى الله عليه وسلم ، والحديث يقصد اللسان والفرج على الترتيب ولكننا في هذا المقال سنستخدم تارة لفظ اللسان وتارة سنعبر عن اللسان بالفم عموما .

في البدء دعنا نتحدث عن لجم الفم ، فالفم الانسان محتاج للجمه من ناحيتين ، الأولى أنه مصدر الكلام ، والثانية إنه هو المدخل ومعبر الأكل إلى جوف الإنسان .فالفم كمصدر للكلام يجب أن يلجم ويمنع عن الكلام السيء ، وعن الغيبة والنميمة والطعان والسباب والفاحش من الكلام ، والكلام فيما ليس له طائل ولا منفعة .أما من ناحية الطعام ، فمن أجل أن تسيطر على حالتك المزاجية وحالاتك المختلفة فيجب أن تتحكم في كل ما يدخل إلى جوفك ، فيجب عليك الإقتصار على الضروريات والاقتصاد في المأكل والبعد عن مواصلة الأكل حد الإمتلاء ، والتقلل من السكريات والأطعمة ذوات السعرات الحرارية العالية فضبط الأكل يجعلك في صحة جيدة ويبعد عنك ترهل الجسم ويبعد عنك خطر الإصابة بالأمراض المزمنة كالضغط والسكري .

أما لجام الفرج ، فالفرج بخلاف اللسان ، اللسان من الممكن أن تطبق عليه بأسنانك العلوية والسفلية وتغلق عليه فمك ، اي أن لك عليه ملكة ، أما الفرج فلا ملكة لك عليه ، فلايوجد عضو محيط به من الخارج تطبق به عليه .لجام الفرج يبدأ من لجم مناطق أخرى في الجسم . يبدأ من لجم العين عن النظر ولجم الفكر أو العقل من التفكير في الأشياء التي تثير الغرائز الجنسية ، وعودا على ما بدأنا به فإنك تحتاج أيضا إلى لجم الفم من ناحية الأكل ، هذه الثلاث مناطق إذا تم التحكم فيها بصورة جيدة ، أي إذا تحكمت في النظر ومنعته من أن يجول فيما يثير ، وتحكمت في الفكر ومنعته من التفكير والتركيز على الخواطر الجنسية ، ولجمت الفم عن فضول الطعام ومنعت نفسك من الأطعمة المهيجة ذا السعرات الحرارية العالية، فالإنسان إذا أكثر من الطعام الدسم اهتاجت عليه الشهوة ، وهذا هو المقصد من الصوم كمانع وحاجز ومؤدب ، ولكن قد تجد من يصوم ولكنه لا يلحظ اي أثر لهذه الحماية ، ومرجع ذلك لأنه يقوم بالتعويض عما فقده خلال فترة الصيام عند الإفطار فيفطر على كل ما لذ وطاب من الطعام ، نعم الحل هو أن تصوم ولكن لابد من الإكتفاء عند الفطر بالأساسيات والتقلل من الطعام الدسم والمحتوي على سعرات حرارية كبيرة ” لقيمات يقمن صلبه ” وبالالتزام بمبدأ اللقيمات على طول الطريق فإنك ستكون بأمان ولكن بمجرد اجتياز الحد الفاصل بين الإحتياج والفضول تبدأ الشعور بالإستثارة الجنسية والخروج عن السيطرة .

الفكرة التي أريد إيصالها إليك هي أن تتخيل فارسا يقبع على منتصف ظهرك ( هذا بافتراض أنك تسير على أربع ولكن اذا صعب عليك تخيل ذلك فتخيله واقفا بأعلى رأسك) هذا الفارس هو نفسك الواعية ، وله خيوط تمتد إلى كل من عقلك وعينك وفمك ولسانك وفرجك ، وكلما احس هذا الفارس بخروجك عن المسار الذي رسمناه في هذا المقال يقوم بجذب اللجام وإعادتك إلى جادة الصواب .

كان هذا عرض بسيط لتطبيق فكرة ومفهوم اللجام واستلافها من عالم الفروسية وتنزيل لها على حياة الإنسان ، عزيزي القارئ اتمنى أن يساعدك هذا المقال على السيطرة على حياتك والانطلاق بها نحو الأفضل

فريق موقع إمضاءات
فريق موقع إمضاءات
المقالات: 3

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *